التسويق عبر المؤثرين

التسويق عبر المؤثرين أصبح من أبرز الاستراتيجيات التي تعتمدها العلامات التجارية في عصرنا الرقمي. مع تزايد التأثير الكبير للمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري للشركات أن تركز على هذا النوع من التسويق للوصول إلى جمهور مستهدف بطريقة أكثر فعالية. إن المؤثرين، بفضل ما يمتلكونه من مصداقية وتأثير على متابعيهم، يمكنهم أن يسهموا بشكل كبير في تعزيز الوعي بالعلامة التجارية وزيادة المبيعات.

ما هو التسويق عبر المؤثرين؟

التسويق عبر المؤثرين هو استراتيجية تسويقية تعتمد على التعاون مع أشخاص لديهم جمهور كبير ومتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي. يقوم هؤلاء المؤثرون بالترويج لمنتجات أو خدمات العلامات التجارية لمتابعيهم، مستفيدين من الثقة والمصداقية التي يتمتعون بها. يمكن أن يكون المؤثرون من المشاهير التقليديين، أو خبراء في مجالات معينة، أو حتى أشخاص عاديين اكتسبوا شعبية على الإنترنت.

تتميز هذه الطريقة بفعاليتها في الوصول إلى جمهور مستهدف بشكل دقيق، حيث يختار المسوقون المؤثرين الذين يتناسب جمهورهم مع الفئة المستهدفة للمنتج. كما أنها توفر طريقة أكثر أصالة وإنسانية للتواصل مع المستهلكين، مقارنة بالإعلانات التقليدية.

يمكن أن يأخذ التسويق عبر المؤثرين أشكالًا متعددة، مثل المراجعات المنتجات، المنشورات الراعية، الفيديوهات التعليمية، أو حتى التعاون في تصميم منتجات. ومع تزايد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح هذا النوع من التسويق جزءًا أساسيًا من استراتيجيات التسويق الرقمي للعديد من الشركات.

لكن، من المهم أن تكون العلاقة بين العلامة التجارية والمؤثر شفافة وأخلاقية، مع الإفصاح الواضح عن أي محتوى مدفوع. كما يجب على الشركات اختيار المؤثرين بعناية لضمان توافق قيمهم وصورتهم مع العلامة التجارية.

تعرف على: الوصف الوظيفي لمهنة Marketing Specialist

فوائد التسويق عبر المؤثرين

يعد التسويق عبر المؤثرين من أكثر الاستراتيجيات التسويقية فعالية في العصر الرقمي، حيث يقدم مجموعة متنوعة من الفوائد للعلامات التجارية:

  • يساهم بشكل كبير في زيادة الوعي بالعلامة التجارية. فعندما يشارك المؤثر منتجًا أو خدمة مع متابعيه، فإنه يعرض العلامة التجارية لجمهور واسع قد لا تصل إليه الوسائل التقليدية بسهولة. هذا التعرض المتكرر يساعد في ترسيخ اسم العلامة التجارية في أذهان المستهلكين المحتملين.
  • يتيح التسويق عبر المؤثرين الوصول إلى جمهور مستهدف بدقة. فالمؤثرون عادة ما يكون لديهم جمهور محدد يشاركهم اهتمامات معينة. هذا يعني أن العلامات التجارية يمكنها اختيار المؤثرين الذين يتوافق جمهورهم مع الفئة المستهدفة لمنتجاتها، مما يزيد من فعالية الحملات التسويقية.
  • يساعد التسويق عبر المؤثرين في تحسين مصداقية العلامة التجارية. فالمؤثرون عادة ما يتمتعون بثقة متابعيهم، وعندما يوصون بمنتج أو خدمة، فإن هذه التوصية تحمل وزنًا أكبر من الإعلانات التقليدية. هذه الثقة تنتقل إلى العلامة التجارية، مما يعزز مصداقيتها في نظر المستهلكين.
  • يمكن أن يؤدي التسويق عبر المؤثرين إلى زيادة ملموسة في المبيعات. فعندما يرى المتابعون منتجًا يستخدمه أو يوصي به شخص يثقون به، يزداد احتمال قيامهم بشراء هذا المنتج. خاصة إذا قدم المؤثر تجربة صادقة وإيجابية مع المنتج.
  • يساهم التسويق عبر المؤثرين في تعزيز مشاركة العملاء. فالمحتوى الذي ينتجه المؤثرون عادة ما يكون أكثر تفاعلية وإثارة للاهتمام من الإعلانات التقليدية. هذا يشجع المتابعين على التفاعل مع المحتوى، سواء من خلال التعليقات أو المشاركة أو حتى إنتاج محتوى خاص بهم حول المنتج. هذه المشاركة المتزايدة تساعد في بناء مجتمع حول العلامة التجارية وتعزيز ولاء العملاء على المدى الطويل.
كيفية التسويق عبر المؤثرين
كيفية التسويق عبر المؤثرين

أنواع التسويق عبر المؤثرين

يتنوع التسويق عبر المؤثرين في أشكاله وطرق تنفيذه، مما يتيح للعلامات التجارية اختيار الاستراتيجية الأنسب لأهدافها وميزانيتها. فيما يلي نظرة معمقة على الأنواع الرئيسية للتسويق عبر المؤثرين:

  • المحتوى المدفوع هو أحد أكثر أشكال التسويق عبر المؤثرين شيوعًا. في هذا النوع، تقوم العلامة التجارية بدفع مبلغ محدد للمؤثر مقابل إنشاء وتوزيع محتوى يروج لمنتجاتها أو خدماتها. قد يكون هذا المحتوى على شكل منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو، مدونات، أو حتى صور. الميزة الرئيسية لهذا النوع هو أنه يتيح للعلامة التجارية التحكم بشكل أكبر في الرسالة التي يتم إيصالها، مع الاستفادة من إبداع المؤثر وعلاقته بجمهوره. ومع ذلك، من المهم أن يتم الإفصاح بوضوح عن طبيعة العلاقة التجارية لضمان الشفافية مع الجمهور.
  • على النقيض من ذلك، يعتمد المحتوى العضوي على تجربة المؤثر الحقيقية والصادقة مع المنتج أو الخدمة. في هذه الحالة، قد يختار المؤثر الحديث عن منتج أعجبه دون أي تعويض مالي مباشر من العلامة التجارية. هذا النوع من المحتوى يحمل مصداقية عالية لأنه ينبع من تجربة شخصية حقيقية. ومع ذلك، فإن العلامات التجارية لا تملك سيطرة على توقيت أو محتوى هذه المنشورات، مما قد يجعل من الصعب التخطيط لحملات تسويقية منتظمة باستخدام هذا الأسلوب.
  • التسويق بالعمولة هو نموذج يعتمد على الأداء، حيث يحصل المؤثر على نسبة من المبيعات التي تتم من خلال رابط فريد أو رمز خصم خاص به. هذا النوع مفيد بشكل خاص للعلامات التجارية التي تركز على زيادة المبيعات المباشرة، حيث يمكنها تتبع العائد على الاستثمار بدقة. كما أنه يوفر حافزًا قويًا للمؤثرين لإنشاء محتوى مقنع وفعال. ومع ذلك، قد يؤدي هذا النموذج أحيانًا إلى تركيز المؤثرين على الترويج المفرط بدلاً من تقديم محتوى ذي قيمة حقيقية لجمهورهم.
  • يعتمد التسويق بالمشاركة على العلاقات الطويلة المدى بين العلامات التجارية والمؤثرين. في هذا النموذج، قد يشارك المؤثر منتجات أو خدمات العلامة التجارية دون تعويض مالي مباشر، ولكن قد يحصل على مزايا أخرى مثل منتجات مجانية أو وصول حصري إلى إطلاقات جديدة. هذا النوع من التسويق يمكن أن يكون فعالاً جدًا في بناء الولاء للعلامة التجارية على المدى الطويل، حيث يظهر المؤثر دعمًا مستمرًا وصادقًا للعلامة التجارية.

من المهم أن تدرك العلامات التجارية أن هذه الأنواع ليست حصرية وغالبًا ما تتداخل في الممارسة العملية. اختيار النوع المناسب يعتمد على أهداف الحملة، طبيعة المنتج أو الخدمة، وخصائص جمهور المؤثر المستهدف.

من هم المؤثرين في التسويق؟
من هم المؤثرين في التسويق؟

من هم المؤثرين في التسويق؟

المؤثرون في التسويق هم أفراد لديهم القدرة على التأثير في قرارات الشراء لدى جمهور معين، عادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يتميزون بامتلاكهم قاعدة جماهيرية كبيرة ومتفاعلة، وغالبًا ما يكونون خبراء أو مهتمين بشكل كبير في مجال معين مثل الموضة، التكنولوجيا، الطعام، السفر، أو اللياقة البدنية.

يمكن تصنيف المؤثرين إلى عدة فئات بناءً على حجم جمهورهم وتخصصهم. فهناك المؤثرون الكبار (Macro-influencers) الذين لديهم ملايين المتابعين، وغالبًا ما يكونون من المشاهير التقليديين أو الرياضيين أو الفنانين. وهناك المؤثرون المتوسطون (Micro-influencers) الذين لديهم بين 10,000 إلى 100,000 متابع، وهم غالبًا ما يكونون خبراء في مجال معين ولديهم جمهور أكثر تخصصًا وتفاعلًا. وأخيرًا، هناك المؤثرون الصغار (Nano-influencers) الذين لديهم أقل من 10,000 متابع، ولكنهم يتمتعون بمستوى عالٍ من الثقة والتفاعل مع جمهورهم المحدود.

ما يميز المؤثرين هو قدرتهم على بناء علاقات قوية مع متابعيهم. فهم لا يقدمون مجرد معلومات أو توصيات، بل يشاركون تجاربهم الشخصية وآرائهم الصادقة، مما يخلق شعورًا بالألفة والثقة مع جمهورهم. هذه العلاقة القوية هي ما يجعل توصياتهم ذات قيمة كبيرة للعلامات التجارية.

المؤثرون الناجحون يتميزون أيضًا بقدرتهم على إنتاج محتوى جذاب ومبتكر يتناسب مع منصة التواصل الاجتماعي التي يستخدمونها. فمثلاً، مؤثر على Instagram قد يركز على الصور عالية الجودة، بينما مؤثر على YouTube قد يتميز بمهارات تحرير الفيديو المتقدمة.

من المهم أن نلاحظ أن المؤثرين ليسوا مجرد قنوات إعلانية. بل هم شركاء محتملون للعلامات التجارية، قادرون على تقديم رؤى قيمة حول جمهورهم وكيفية التواصل معهم بشكل فعال. لذلك، فإن العلاقة بين العلامات التجارية والمؤثرين يجب أن تكون تعاونية وتبادلية، تحترم فيها العلامة التجارية رؤية المؤثر وعلاقته بجمهوره.

ما هي عيوب التسويق بالأشخاص المؤثرين؟

رغم فعالية التسويق عبر المؤثرين، إلا أنه يحمل معه مجموعة من التحديات والعيوب التي يجب على العلامات التجارية أخذها بعين الاعتبار:

  • هناك مخاطر تتعلق بسمعة العلامة التجارية. فارتباط العلامة بمؤثر معين قد يؤدي إلى نتائج سلبية إذا تورط هذا المؤثر في فضيحة أو جدل. هذا يمكن أن يضر بصورة العلامة التجارية بشكل كبير، خاصة إذا كان الارتباط قويًا بين المؤثر والعلامة.
  • قد يكون من الصعب قياس العائد على الاستثمار بدقة. فبينما يمكن تتبع بعض المقاييس مثل عدد النقرات أو المبيعات المباشرة، فإن تأثير الحملة على الوعي بالعلامة التجارية أو تصورات المستهلكين قد يكون أصعب في القياس.
  • هناك مخاطر الاحتيال، حيث قد يقوم بعض المؤثرين بشراء متابعين وهميين أو تفاعلات مزيفة لتضخيم أهميتهم. هذا يمكن أن يؤدي إلى إهدار ميزانية التسويق على جمهور غير حقيقي.
  • قد يؤدي الاعتماد المفرط على المؤثرين إلى فقدان السيطرة على رسالة العلامة التجارية. فالمؤثرون لديهم أساليبهم الخاصة في التواصل، والتي قد لا تتوافق دائمًا مع الصورة التي ترغب العلامة التجارية في تقديمها.
  • هناك مخاوف تتعلق بالشفافية والأخلاق. فرغم وجود قوانين تلزم المؤثرين بالإفصاح عن العلاقات التجارية، إلا أن بعضهم قد لا يلتزم بهذه القواعد، مما قد يؤدي إلى فقدان ثقة الجمهور.
  • قد يكون التسويق عبر المؤثرين مكلفًا، خاصة عند التعامل مع المؤثرين الكبار. هذا قد يجعله خيارًا غير متاح للشركات الصغيرة أو الناشئة ذات الميزانيات المحدودة.

رغم هذه العيوب، يبقى التسويق عبر المؤثرين أداة قوية إذا تم استخدامها بحكمة. يمكن للعلامات التجارية التخفيف من هذه المخاطر من خلال البحث الدقيق، والتخطيط الاستراتيجي، ووضع إجراءات واضحة للتعامل مع المؤثرين.

كيفية اختيار المؤثر المناسب

اختيار المؤثر المناسب هو أمر حاسم لنجاح حملة التسويق عبر المؤثرين. إليك خطوات مفصلة لاختيار المؤثر الأنسب لعلامتك التجارية:

  • من الضروري تحديد أهدافك التسويقية بوضوح. هل تسعى لزيادة الوعي بالعلامة التجارية، أم تريد دفع المبيعات المباشرة، أم ترغب في تحسين صورة العلامة التجارية؟ كل هدف قد يتطلب نوعًا مختلفًا من المؤثرين. فمثلاً، إذا كان هدفك زيادة المبيعات، قد تفضل العمل مع مؤثرين لديهم سجل حافل في التسويق بالعمولة.
  • يجب تحديد جمهورك المستهدف بدقة. فكر في الخصائص الديموغرافية مثل العمر والجنس والموقع الجغرافي، بالإضافة إلى الاهتمامات والسلوكيات. هذا سيساعدك في العثور على مؤثرين يتوافق جمهورهم مع جمهورك المستهدف.
  • بعد ذلك، ابدأ في البحث عن المؤثرين ذوي الصلة بمجالك. استخدم أدوات البحث عن المؤثرين، وابحث في وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الهاشتاجات ذات الصلة بصناعتك. انتبه للمؤثرين الذين يتحدثون بالفعل عن منتجات أو خدمات مشابهة لما تقدمه.
  • الخطوة التالية هي تقييم مشاركة المؤثر ومصداقيته. لا تنظر فقط إلى عدد المتابعين، بل ركز على معدلات المشاركة – كم عدد التعليقات والإعجابات والمشاركات التي يحصل عليها محتواهم؟ تحقق أيضًا من جودة التفاعلات. هل التعليقات حقيقية وذات معنى؟ ادرس أيضًا سمعة المؤثر وتاريخه في العمل مع العلامات التجارية.
  • تواصل مع المؤثرين الذين تراهم مناسبين وابدأ في بناء علاقات معهم. قد يكون من المفيد البدء بتعاون صغير لاختبار مدى نجاح الشراكة قبل الالتزام بحملة كبيرة.

تذكر أن العملية قد تستغرق وقتًا، لكن الاستثمار في اختيار المؤثر المناسب سيؤدي إلى نتائج أفضل على المدى الطويل. كما أنه من المهم مراجعة وتقييم أداء المؤثرين باستمرار لضمان استمرار توافقهم مع أهداف علامتك التجارية.

محتوي المقال

error: جميع الحقوق مفوظة لدي محمد سمير