إذا كنت تدير موقعًا إلكترونيًا أو تفكر في إطلاق واحد، فهناك مصطلح لا يمكنك تجاهله: شرح SEO للمبتدئين. هذه العبارة قد تبدو معقدة في البداية، لكنها ببساطة تعني فهم كيفية تحسين موقعك لمحركات البحث، مثل: Google. في عالم يعتمد فيه كل شيء تقريبًا على نتائج البحث، تجاهل SEO يعني دفن موقعك في أعماق الإنترنت. هذا المقال مخصص لك إن كنت جديدًا على الموضوع، ويهدف إلى تقديم شرح واضح ومبسط لـ SEO، يساعدك على اتخاذ خطوات عملية لتحسين ظهورك الرقمي من اليوم الأول.
يمكنك مشاهدة دورة السيو العملي المجانية الخاص بي من خلال ذلك الرابط : كورس سيو عملي مجاني
شرح SEO للمبتدئين
SEO هو اختصار لعبارة “Search Engine Optimization”، ويعني تحسين محركات البحث. ببساطة، هو عملية تحسين موقعك الإلكتروني ليظهر في النتائج الأولى في محركات البحث، مثل: Google عندما يبحث الناس عن كلمات أو عبارات تتعلق بمحتوى موقعك. عند الحديث عن شرح SEO للمبتدئين، نحن لا نقصد فقط معرفة ما يعنيه المصطلح، بل كيف يمكن لأي شخص حتى دون خبرة تقنية أن يبدأ بتطبيقه فعليًا خطوة بخطوة.
الفكرة الأساسية في SEO هي أن محركات البحث تعتمد على خوارزميات ذكية لترتيب النتائج وفقًا لمدى صلة المحتوى وجودته وثقة الموقع. فكلما كان موقعك مفيدًا، منظمًا، سريعًا، وذو محتوى غني بالكلمات المفتاحية التي يبحث عنها الناس، كلما زادت فرص ظهوره في نتائج البحث الأولى. وهذا يعني زيارات أكثر، وبالتالي فرص أكبر للبيع أو بناء جمهور أو تحقيق أي هدف آخر.
أغلب زيارات المواقع تبدأ من بحث في Google. لذلك، تجاهل SEO يعني أنك تخسر جمهورًا حقيقيًا كل يوم. الخبر الجيد هو أن تعلم SEO لا يتطلب أن تكون مبرمجًا أو خبير تسويق. بل يمكنك البدء بتعلم المفاهيم الأساسية، مثل: البحث عن الكلمات المفتاحية، تحسين المقالات، وبناء روابط داخلية وخارجية بشكل طبيعي. كل خطوة صغيرة تقوم بها في تحسين SEO لموقعك ستراكم تأثيرها على المدى الطويل. وفي النهاية: النجاح في هذا المجال لا يعتمد على الحيل، بل على الفهم الجيد وتنفيذ الأساسيات بذكاء واستمرارية.
الفرق بين SEO و SEM
الكثير يخلط بين SEO و SEM، وهذا أمر شائع خاصة بين المبتدئين. كلا المصطلحين يهدف إلى جذب زيارات من محركات البحث، لكن الفرق الأساسي بينهما هو أن SEO يعتمد على التحسين المجاني والطبيعي للموقع، بينما SEM يشمل الإعلانات المدفوعة في نتائج البحث. لفهم الفرق، تخيل صفحة نتائج بحث على Google: الروابط التي تظهر في الأعلى ويكتب بجانبها “إعلان” هذه هي نتائج SEM، أما النتائج التي تأتي بعدها فهي غالبًا نتيجة جهود SEO.
SEO يتطلب وقتًا وصبرًا، لكنه مجاني في جوهره. لا تدفع لـ Google مقابل ترتيبك، بل تعتمد على تحسين محتوى موقعك وهيكله للحصول على ترتيب أفضل بمرور الوقت. بالمقابل، SEM (اختصار لـ Search Engine Marketing) يشمل إعلانات، مثل: Google Ads حيث تدفع مقابل كل نقرة على إعلانك، ويبدأ الترتيب بمجرد إطلاق الحملة.
الاختيار بين SEO و SEM لا يجب أن يكون أحدهما فقط. في الحقيقة، كثير من المواقع الناجحة تستخدم الطريقتين معًا. SEM مفيد عند إطلاق موقع جديد أو حملة ترويجية تحتاج نتائج فورية، أما SEO فهو استثمار طويل الأمد يعطي نتائج مستدامة. المبتدئون يجب أن يبدأوا بفهم SEO أولًا لأنه يضع الأساس لموقع قوي من الداخل، ثم يمكن لاحقًا استكشاف عالم الإعلانات المدفوعة.
كيف تعمل محركات البحث؟
لفهم SEO، يجب أولًا أن تفهم كيف تعمل محركات البحث، مثل: Google. في أبسط صورة، محركات البحث هي روبوتات تتصفح الإنترنت باستمرار، وتقوم بزيارة الصفحات، وتخزين معلومات عنها في قاعدة بيانات ضخمة تُسمى “الفهرس”. عندما يبحث شخص عن شيء معين، مثل: “أفضل كاميرا للمبتدئين”، يبدأ Google في استعراض هذا الفهرس ليجد الصفحات الأكثر صلة وسلطة وجودة، ثم يعرضها بترتيب معين في صفحة النتائج.
العملية تمر بثلاث مراحل رئيسية: الزحف (Crawling)، الفهرسة (Indexing)، والترتيب (Ranking). في الزحف، تستخدم محركات البحث روبوتات خاصة تُعرف بـ “العناكب” لتصفح مواقع الإنترنت وجمع المعلومات. بعد ذلك، تأتي مرحلة الفهرسة، حيث تُخزن هذه المعلومات في قواعد بيانات ضخمة. وأخيرًا، في الترتيب، تستخدم خوارزميات متطورة مئات العوامل لتحديد الصفحات التي تستحق أن تظهر أولًا عند كل عملية بحث.
من بين هذه العوامل: جودة المحتوى، مدى توافقه مع الكلمة المفتاحية، سرعة تحميل الصفحة، عدد الروابط المؤدية إلى الموقع، وتوافق التصميم مع الجوال. لذلك، عندما تطبق SEO، فأنت في الحقيقة تحاول تحسين موقعك ليتناسب مع ما تفضله هذه الخوارزميات.
بفهمك لطريقة عمل محركات البحث، تدرك أن كتابة مقال جيد أو تصميم موقع جميل لا يكفي. يجب أن يكون المحتوى قابلًا للفهرسة، منظمًا بشكل واضح، ومبنيًا بطريقة تسهل على الروبوتات “قراءة” وفهم الموقع. كل خطوة تأخذها في هذا الاتجاه تقربك من الظهور في الصفحة الأولى.
العناصر الأساسية لتحسين محركات البحث
عندما تبدأ في تطبيق SEO على موقعك، ستتعامل مع مجموعة من العناصر الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر على ترتيبك في نتائج البحث:
- المحتوى. المحتوى يجب أن يكون مفيدًا، مكتوبًا بلغة واضحة، ومصممًا لحل مشكلة أو تلبية حاجة المستخدم. يجب أن يتضمن الكلمات المفتاحية التي يبحث عنها جمهورك، لكن دون حشو أو تكرار مصطنع.
- العناوين والعلامات الوصفية. العنوان الرئيسي للمقال يجب أن يحتوي على الكلمة المفتاحية، وأن يكون جذابًا لجعل المستخدم يضغط عليه. أما الوصف التعريفي (Meta Description)، فهو ما يظهر تحت العنوان في نتائج البحث، ويجب أن يلخص محتوى الصفحة بإيجاز ويشجع القارئ على الدخول.
- البنية التقنية للموقع. يشمل ذلك سرعة التحميل، التوافق مع الهواتف، وجود شهادة SSL (الاتصال الآمن)، وتنظيم المحتوى باستخدام عناوين فرعية (H1, H2, H3…). محركات البحث تفضل المواقع السريعة والمنظمة والتي تقدم تجربة سلسة للمستخدم.
- الروابط الداخلية والخارجية. الروابط الداخلية تساعد على توزيع القوة بين الصفحات وربط المحتوى ببعضه البعض، مما يسهل على الزائر ومحرك البحث التنقل داخل الموقع. أما الروابط الخارجية (الباك لينكس)، فهي إشارات من مواقع أخرى تدل على أن محتواك موثوق وجدير بالترتيب العالي.
- تحسين الصور عبر استخدام أسماء ملفات واضحة، ونصوص بديلة (alt text)، وضغط الصور لتقليل حجمها. كل عنصر في موقعك يمكن أن يُحسن، وكل تحسين صغير يزيد فرصك في التصدر. المفتاح هنا هو التوازن بين كتابة للمستخدم وتهيئة للمحرك لا تتجاهل أحدهما على حساب الآخر.
أدوات تساعدك في البحث عن الكلمات المفتاحية
البحث عن الكلمات المفتاحية هو أول خطوة في أية إستراتيجية SEO ناجحة. دون معرفة ما يبحث عنه جمهورك، ستكتب محتوى لا يراه أحد. لحسن الحظ، هناك أدوات كثيرة تساعدك في اكتشاف الكلمات المفتاحية المناسبة لمجالك، وتحليل المنافسة، وتقدير حجم البحث. من أبرز هذه الأدوات: Google Keyword Planner، وهي أداة مجانية تقدمها Google، وتعرض لك حجم البحث الشهري، وتقدير مستوى المنافسة لكل كلمة. لكنها تتطلب وجود حساب إعلاني نشط لتعرض بيانات دقيقة.
أداة أخرى مهمة هي Ubersuggest، التي تقدم تحليلات واسعة للكلمات المفتاحية، وتقترح عبارات مرتبطة، وتعرض مواقع المنافسين التي تتصدر نتائج البحث لتلك الكلمات. الأداة مفيدة جدًا للمبتدئين لأنها تقدم واجهة سهلة وتفاصيل واضحة. Ahrefs و SEMrush هما أيضًا من الأدوات الاحترافية، وتوفران إمكانيات متقدمة، مثل: تتبع ترتيب الكلمات، تحليل محتوى المنافسين، وتحديد فرص الكلمات المفتاحية ذات المنافسة المنخفضة.
أما لمحبي البساطة، فأداة Answer The Public تمنحك تصورًا بصريًا لأسئلة الجمهور حول كلمة مفتاحية معينة، مما يساعدك في إنتاج محتوى يجيب على احتياجاتهم بدقة. وهناك أيضًا Google Trends التي تظهر مدى تطور البحث عن كلمة معينة على مر الزمن، ما يساعدك في تحديد المواضيع الموسمية أو الاتجاهات الصاعدة.
استخدام هذه الأدوات لا يعني فقط معرفة الكلمات، بل يعني فهم السوق. كل كلمة مفتاحية تمثل نية بحثية، وكل نية بحثية تقودك لمحتوى يمكن أن يجذب الزوار ويحولهم إلى عملاء أو متابعين.
تحسين الروابط الداخلية والخارجية
تحسين الروابط في موقعك، سواء كانت داخلية أو خارجية، له تأثير مباشر على ترتيب صفحاتك في نتائج البحث. الروابط الداخلية هي تلك التي تربط بين الصفحات المختلفة داخل نفس الموقع، بينما الروابط الخارجية هي الروابط التي تخرج من موقعك إلى مواقع أخرى موثوقة، أو التي تأتي من مواقع أخرى إلى صفحاتك (وهو ما يسمى بالباك لينك). كل نوع من هذه الروابط يؤدي دورًا حيويًا في تحسين تجربة المستخدم وتعزيز قوة الموقع في نظر محركات البحث.
الروابط الداخلية تساعد في توجيه الزائر للتنقل بين المواضيع المختلفة، مما يزيد من مدة بقائه في الموقع ويقلل من معدل الارتداد. كما أنها تساعد Google في فهم هيكل الموقع، وتوزيع القوة أو “Link Juice” بين الصفحات. على سبيل المثال: عندما تكتب مقالة جديدة عن “تحسين محركات البحث”، من الذكاء أن تربطها بمقالات سابقة تتعلق بـ “البحث عن الكلمات المفتاحية” أو “تحسين سرعة الموقع”، بحيث تُنشئ شبكة مترابطة من المواضيع تدعم بعضها البعض.
أما الروابط الخارجية، فهي تلعب دورًا مختلفًا. عندما تضع رابطًا لمصدر موثوق، فأنت تُظهر لمحركات البحث أنك تعتمد على معلومات ذات مصداقية. وفي الوقت نفسه، عندما تحصل على رابط من موقع آخر (باك لينك)، فإن Google تفسر ذلك كمؤشر على أن موقعك موثوق ومفيد.
تحسين الروابط لا يعني الإكثار منها عشوائيًا. بل يجب أن تكون الروابط منطقية، مفيدة، ومبنية بطريقة تخدم القارئ أولًا. استخدام الكلمات المناسبة كنص رابط (Anchor Text) يساعد على إعطاء دلالة أوضح لمحتوى الصفحة المرتبطة. ببساطة، كل رابط تضيفه يجب أن يكون له هدف واضح يخدم المستخدم ويقوّي السيو في الوقت نفسه.
ما هو الباك لينك؟ ولماذا يؤثر على ترتيبك؟
الباك لينك، أو الروابط الخلفية، هو رابط يشير إلى موقعك من موقع إلكتروني آخر. هذه الروابط تعتبر من أهم عوامل ترتيب صفحات المواقع في محركات البحث. في نظر Google، كل باك لينك يُعتبر “تصويت ثقة” لمحتواك. كلما زاد عدد الروابط التي تشير إلى موقعك من مصادر موثوقة وذات صلة، كلما زادت احتمالية ظهور موقعك في الصفحات الأولى لنتائج البحث.
لكن ليست كل الباك لينكات متساوية. جودة الرابط أهم بكثير من كميته. باك لينك واحد من موقع حكومي، تعليمي، أو موقع مشهور في مجالك قد يكون أقوى من عشرات الروابط من مدونات ضعيفة أو منتديات عشوائية. لذلك، التركيز يجب أن يكون على الحصول على روابط ذات جودة عالية بدلًا من مطاردة أرقام وهمية.
كيف تحصل على باك لينك قوي؟ هناك عدة طرق. يمكنك كتابة مقالات ضيف على مواقع أخرى، أو إنشاء محتوى عالي القيمة يستحق أن يُشار إليه تلقائيًا. على سبيل المثال، لو نشرت دراسة أصلية أو دليل شامل، قد يُشار إليه من قبل مواقع أخرى كمصدر موثوق. أيضًا، بناء علاقات مع أصحاب المواقع والصحفيين في مجالك يمكن أن يساعدك على الظهور في محتوى خارجي.
الباك لينكات لا تؤثر فقط على ترتيبك، بل تجلب أيضًا زيارات مباشرة من المواقع المرتبطة بك. كما أنها مؤشر قوي على موثوقية موقعك. لكن تذكّر: محركات البحث تعاقب من يستخدم أساليب مشبوهة لبناء الروابط، مثل: شراء الباك لينكات أو المشاركة في شبكات تبادل الروابط. اعتمد دائمًا على الأساليب الطبيعية، وركّز على بناء سمعة حقيقية.
السيو الداخلي (On-Page SEO)
السيو الداخلي هو كل ما تقوم به داخل صفحات موقعك لتحسينها لمحركات البحث. هو الأساس الذي تبنى عليه استراتيجية SEO ناجحة. إذا كان موقعك غير منظم، بطيء، أو لا يراعي تجربة المستخدم، فلن تنفعك الروابط الخارجية أو الإعلانات. السيو الداخلي يشمل عدة عناصر مترابطة تعمل معًا لرفع جودة الصفحة في نظر المستخدم ومحركات البحث:
- العنوان الرئيسي (Title Tag) يجب أن يحتوي على الكلمة المفتاحية ويكون جذابًا.
- الوصف التعريفي (Meta Description) يقدم ملخصًا لما تحتويه الصفحة ويشجع على النقر.
- العناوين الفرعية (H1, H2, H3…) تنظم المحتوى وتجعل قراءته أسهل.
- أيضًا، يجب الانتباه إلى تنسيق المحتوى نفسه. تقسيم النص إلى فقرات قصيرة، استخدام القوائم النقطية، وإدراج صور أو جداول كل ذلك يحسن تجربة القراءة. كما أن استخدام الكلمة المفتاحية بشكل ذكي (دون حشو) في الفقرة الأولى، العنوان، وبعض العناوين الفرعية يعزز صلة الصفحة بالموضوع.
- تحسين الصور. يجب أن يكون لكل صورة اسم ملف واضح ونص بديل (Alt Text) يعبر عنها. وهذا لا يساعد فقط في تحسين SEO بل يجعل موقعك متوافقًا مع معايير الوصول.
- الروابط الداخلية مهمة جدًا في On-Page SEO. عندما تربط المقالات ببعضها، أنت تسهّل على الزائر التنقل، وتمنح Google خريطة أفضل لموقعك.
السيو الداخلي ليس مجرد تحسين تقني، بل هو فن تقديم المحتوى بطريقة مفهومة، مرتبة، ومركزة على ما يريده الزائر. كل تفصيل في الصفحة يمكن أن يؤثر، وكل تحسين صغير يسهم في بناء موقع قوي ومستقر في نتائج البحث.
السيو الخارجي (Off-Page SEO)
السيو الخارجي هو كل ما يتم خارج موقعك ويؤثر على ترتيبه في نتائج البحث. عكس السيو الداخلي الذي يركّز على تحسين الصفحات من الداخل، السيو الخارجي يهدف إلى بناء سمعة رقمية قوية لموقعك في عيون محركات البحث والجمهور معًا. أبرز أدوات هذا النوع من السيو هي الروابط الخلفية (الباك لينك)، الإشارات من مواقع التواصل الاجتماعي، وذكر اسم العلامة التجارية في مواقع أخرى حتى لو لم تكن مصحوبة برابط.
بناء باك لينك عالي الجودة لا يتم بالصدفة. يتطلب إستراتيجية. كتابة مقالات ضيف، إنشاء محتوى يستحق المشاركة (مثل: الأدلة الشاملة، الإحصائيات الأصلية، أو الأدوات المجانية)، والتعاون مع مؤثرين أو مواقع إعلامية في مجالك كلها أساليب فعالة. لكن المهم أن تكون هذه الروابط طبيعية وغير مدفوعة بشكل مباشر، لأن Google أصبحت تميز بين الروابط “الحقيقية” وتلك الناتجة عن تلاعب.
أيضًا، الإشارات الاجتماعية مثل مشاركة مقالك على Twitter أو Facebook أو Reddit لا تؤثر مباشرة على ترتيبك، لكنها قد تجذب انتباه أصحاب المواقع الآخرين ليشيروا إلى مقالك في محتواهم، وهنا تبدأ القيمة الحقيقية في الظهور.
جزء من بناء السمعة الرقمية هو الظهور المنتظم في أماكن موثوقة. إذا ظهرت علامتك التجارية في مقالات تحليلية أو مواقع إخبارية أو مدونات مؤثرة، فإن ذلك يعطي انطباعًا بأنك مصدر موثوق وجدير بالثقة. محركات البحث تأخذ هذا الانطباع بعين الاعتبار عند ترتيب النتائج.
باختصار، السيو الخارجي هو عملية بناء ثقة، ومثل الثقة في الحياة الواقعية، لا يمكن شراؤها بسرعة بل تُبنى تدريجيًا عبر تقديم قيمة حقيقية والظهور في الأماكن الصحيحة.
أهمية سرعة الموقع وتأثيرها على SEO
سرعة الموقع لم تعد رفاهية أو عامل تحسين ثانوي، بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في تقييم Google لمواقع الويب. المستخدم العادي لا ينتظر أكثر من ثانيتين أو ثلاث قبل أن يغادر صفحة بطيئة، ومحركات البحث تراقب هذا السلوك. كلما زادت سرعة الموقع، زادت فرص بقاء الزائر، وتحسن ترتيبك في نتائج البحث.
Google صرحت صراحة بأن سرعة تحميل الصفحات أحد عوامل الترتيب الرسمية. لا يتعلق الأمر فقط بسرعة الصفحة على أجهزة الكمبيوتر، بل على الهواتف أيضًا، حيث يأتي أكثر من نصف الزيارات اليوم. مواقع بطيئة تؤثر سلبًا على تجربة المستخدم، وترفع معدلات الارتداد، وتخفض من عدد الصفحات التي يزورها المستخدم.
تحسين السرعة يبدأ بتحسين الصور (ضغطها واستخدام تنسيقات مناسبة، مثل: WebP)، واستخدام تقنيات التخزين المؤقت (Caching)، وتقليل عدد السكريبتات والملفات التي تُحمّل. كما يُنصح باستخدام استضافة موثوقة، وخدمات CDN (شبكة توزيع المحتوى) لتقليل وقت الاستجابة خاصة من مناطق جغرافية بعيدة عن خادم الموقع.
أدوات مثل Google PageSpeed Insights وGTmetrix تساعدك في قياس السرعة وتحديد المشكلات التقنية. هذه الأدوات تقدم تقارير مفصلة تقترح تحسينات، مثل: تفعيل الضغط، تحميل العناصر بشكل كسول (Lazy Load)، أو تقليل وقت تنفيذ الجافاسكربت.
تجربة المستخدم وعلاقتها بتحسين محركات البحث
تجربة المستخدم (User Experience أو UX) ليست فقط مسألة تصميم جميل أو ألوان جذابة. إنها الطريقة التي يتفاعل بها الزائر مع موقعك: هل يجد ما يبحث عنه بسرعة؟ هل التنقل بين الصفحات سهل؟ هل المحتوى واضح ومنظم؟ كل هذه العناصر تساهم في تحسين أو تدمير تجربة المستخدم، وهي مرتبطة بشكل مباشر بتحسين محركات البحث.
Google أصبحت أكثر ذكاءً في قياس مدى رضا المستخدم عن موقعك. فهي تراقب مؤشرات مثل مدة البقاء في الصفحة، معدل النقر إلى الخروج (Click Through Rate)، ومعدل الارتداد (Bounce Rate). إذا وجد المستخدم ما يريد بسرعة، وبقي يتصفح موقعك لعدة دقائق، فهذا إشارة قوية بأن موقعك يقدم تجربة جيدة، وبالتالي يستحق ترتيبًا أفضل.
تصميم الموقع يلعب دورًا مهمًا. قوائم التنقل يجب أن تكون واضحة، الخطوط قابلة للقراءة، والأزرار تفاعلية وتعمل دون تأخير. يجب أيضًا الاهتمام بسرعة الصفحة، وتناسق الألوان، وإزالة الإعلانات أو النوافذ المنبثقة المزعجة. هذه التفاصيل الصغيرة تصنع فرقًا كبيرًا في إحساس الزائر.
جزء كبير من تجربة المستخدم هو محتوى الموقع نفسه. تقديم محتوى واضح، منظم، ومقسم بعناوين فرعية، يعزز من فهم الزائر ويقلل من احتمالية مغادرته بسرعة. أيضًا، تضمين وسائل متعددة، مثل: الصور، الفيديوهات، أو الرسوم التوضيحية يساعد على تثبيت الفكرة وتحسين التفاعل.
في النهاية، محركات البحث أصبحت تقيس قيمة موقعك بناءً على ما يشعر به الزائر. فإذا وضعت الزائر في مركز كل قرار تتخذه في تصميم وتحسين موقعك، ستكون في الطريق الصحيح لتحسين ترتيبك وسمعتك الرقمية.
التوافق مع الأجهزة المحمولة
في عالم يزداد اعتماده على الهواتف الذكية، أصبح التوافق مع الأجهزة المحمولة عاملًا لا يمكن تجاهله في تحسين محركات البحث. وفقًا لإحصاءات حديثة، أكثر من 60٪ من عمليات البحث تتم من الهواتف، مما جعل Google تعتمد سياسة “Mobile-First Indexing” أي أن فهرسة الموقع وترتيبه أصبح يُبنى على نسخته المحمولة قبل نسخة الحاسوب.
إذا كان موقعك لا يعمل بشكل جيد على الهاتف، فأنت تخسر فرصًا ثمينة للظهور في نتائج البحث. الزائر يتوقع تجربة مرنة وسلسة، نصوص قابلة للقراءة بدون تكبير، أزرار يمكن الضغط عليها بسهولة، وصفحات لا تتطلب تمريرًا جانبيًا. أي تقصير في هذه العناصر يؤدي إلى مغادرة المستخدم بسرعة، مما يرفع معدل الارتداد ويؤثر سلبًا على ترتيبك.
تحسين التوافق مع الهواتف يبدأ باستخدام تصميم متجاوب (Responsive Design)، حيث يتكيف الموقع تلقائيًا مع حجم الشاشة. تجنب النوافذ المنبثقة الكبيرة، وقلل من المحتوى الثقيل، مثل: الفيديوهات التلقائية التشغيل أو الصور غير المضغوطة. أيضًا، اختبر موقعك على أنواع مختلفة من الأجهزة والمتصفحات لتتأكد من جودة التجربة.
Google توفر أداة مجانية باسم Mobile-Friendly Test تساعدك على فحص مدى توافق صفحات موقعك مع الهواتف المحمولة وتقديم توصيات عملية للتحسين. تذكر أن موقعك قد يكون رائعًا على الكمبيوتر، لكن إذا لم يعمل بنفس الجودة على الهاتف، فلن يرى أغلب الزوار ذلك الجانب الرائع.





