كيفية تحقيق الأرباح عن طريق الاستثمار في البورصة

لقد أصبحت البورصة من أهم المجالات الإستثمارية لكسب الأموال، فالتغيرات الضخمة في أسعار العملات ما بين الصعود والهبوط يجعل المستثمر قادر على تحقيق أكبر قدر من المكاسب.

المقصود بالبورصة

البورصة تعرف أيضا تحت إسم “سوق المال”، هي ذلك المكان الذي يضم العديد من العملات التي تتنقل في جميع أنحاء العالم، ولكن الواقع أن هذا المكان لايضم عملات بالفعل، فعندما تقوم بالإستثمار في البورصة لا تجني الأموال في الحال، ولكن بدلا من ذلك تقوم بعمل تبادل للأسهم والممتلكات الخاصة.

دعونا نتعرف على طبيعة هذه الأسهم وكيفية تكونها، يتألف سوق الأموال من نوعين رئيسيين من الأشخاص، متمثلان في ملاك الشركات والأعمال التي تجلب الربح وهؤلاء يمثلون النوع الأول بينما النوع الثاني يتمثل في المستثمرين، حيث أن أصحاب الشركات هم هؤلاء الأشخاص الذين يمتلكون عمل خاص، على سبيل المثال إمتلاك مصنع أو شركة أو أي عمل يجلب الربح، حيث أنهم لديهم رأس مال يتمثل في تلك الأعمال ولكل منهم جزء يشترك به المصنع أو الشركة.

إذا يتواجد هؤلاء الأشخاص بالبورصة عندما يكون المال المتوفر في العمل لا يكفي لإجراء الجديد من التوسعات بالعمل، أو يرغبوا في جلب العديد من المستثمرين إلى الشركة حتى يستفادوا من الأموال التي يضيفونها للشركة، الأمر الذي يجعلهم يعملون على إعادة تجزئة رأس المال والقيام بعرض حصة ليتم بيعها في البورصة، حيث أن ذلك الجزء يطرح فى صورة أسهم.

تختلف تلك الأسهم على حسب سعرها فهناك الأسهم المتاحة للفرد العادي، بينما هناك أسهم للأشخاص ذوي الدخل المرتفع، وهناك أسهم لأصحاب الشركات والأعمال الكبيرة، حيث يتم البدأ في طرح تلك الأسهم للبيع بالبورصة، وبالتالي يكون في الإنتظار الأشخاص الذين يمتلكون الأموال حتى يستثمروها في البورصة.

ومن هنا يأتي الدور الذي تقوم به من خلال الذهاب إلى سوق البورصة لكي يتم شراء أسهم من نصيب تلك الشركات، وبالتالي تصبح شريك لأصحاب المصانع في رأس المال، ولكن ليس هناك أي حق في وضع أي إقترحات لتعديل طريقة العمل بالشركة.

فمن خلال إمتلاكك للأسهم تتحصل على ما تحصل عليه الشركة من أرباح أو خسائر، فعندما تقوم بشراء سهم بسعر 200 جنية، ومع مرور الأيام لاحظت إرتفاع قيمته إلى 400 جنيه، وعندها قمت ببيع السهم سوف تربح 200 جنيه حينها، فينبغي أن تكون على إطلاع دائم عن أوقات الشراء والبيع المناسبة.

إن إتباع تلك العملية لن يضمن لك الحصول على الأسهم المناسبة التي تجعلك ثريا، وذلك لوجود العديد من العوامل المتنوعة التي تؤثر على طريقة عمل السهم، ومن الصعب التعرف على تلك العوامل حتى هذه اللحظة، ويرجع السبب في  ذلك إلى عدم قدرة أي عالم على وضع معادلة تتمكن من خلال تحقيقها الحصول على نتائج أفضل أثناء قيامك بالإستثمار بالبورصة.

وسوف نتناول أهم الأسباب والعوامل التي تجعل من الصعب علينا القيام بإختيار السهم المناسب والرابح.

 

عدم توافر المعلومات الكافية

قد تتمكن من تجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن تلك الشركة التي ترغب في الشراء من أسهما، ولكن من الصعب أن تتحصل على جميع المعلومات عنها، حيث أن هناك معلومات لن تستطيع معرفتها بسبب التقلبات الحاصلة بالسوق، بجانب أن بعض الشركات تخفي العديد من الأسباب لطرحها تلك الأسهم بالبورصة.

 

المعلومات الغير متوقعة

على الرغم من أنه هناك بعض البيانات التي لا يمكن الحصول عليها بسبب التقلبات الواقعة بالسوق، بالإضافة إلى المعلومات التي تعمل على إخفائها الشركة، إلا أن هناك معلومات لا يمكن توقعها وحسابها بالأرقام على سبيل المثال كفاءة العاملين بالبورصة أو الروح التي تسود الأجواء بالمؤسسة، وكذلك هناك عوامل نفسية تؤثر بدورها في العمل بأي منظمة، فمثل تلك المعلومات قد تكون متحكمة في قيمة السهم.

 

طبيعة البشر غير منطقيين

من المعلوم أن القوة التي تتحكم في إنجاح أي مؤسسة هي قوة المستهلكك، سوف  يصيبك الدهشة عندما تعلم أن كل المستهلكين بما فيهم أنت وجميع أصدقائك غير منطقيين، فقد تم إثبات ذلك الأمر عن طريق عمل دراسات وأبحاث، فقد أجرى العديد من الباحثين مجموعة من الأبحاث لمعرفة طبيعة التصرفات البشرية، حيث أنهم وجدوا أنها عادة ما تكون غير منطقية.

والأمر الشديد الغرابة أنهم وجدوها غير منطقية بطريقة مرتبة ومدروسة، فأي تصرف تسلكه نحو شئ تجدد العديد من الناس يفعلونه بنفس الطريقة، فعندما تكون القوة المستهلكة التي تتحكم في مكانة المؤسسة التي ترغب الإستثمار فيها غير منطقيين، فمن الصعب أن تتنبأ وتكون على درجة من التأكد من إختيارك السهم الرابح عند النظر إلى تلك العوامل وأخذها في الإعتبار.

وعلى الرغم من صعوبة ذلك الأمر إلا أننا سوف نتناول أفضل وأهم الطرق الواجب إتباعها لكي نتمكن من خلالها الحصول على السهم المناسب بالبورصة.

 

لابد من تحديد المجال الذي ترغب الإستثمار فيه

البعض منا يكون لديه الرغبة في الإستثمار بمجال محدد مثل مجال الإلكترونيات على سبيل المثال، فيجب عندها البحث بشكل جيد عن كل الشركات التي تعمل بذلك المجال، ومن ثم ينبغي عليك القيام بدراسة تلك الشركات حتى يتمكن من معرفة الأفضل بينهم، وأهم ما يميز ذلك الأمر هو أنك سيكون لديك القدرة على التعرف على جميع النشاطات بالشركة والعمل على فهمها جيدا.

 

التحليل الأساسي

إن عملية الإستثمار بالبورصة يتوقف النجاح بها على إجراء نوعين من التحاليل، أولهما إجراء تحليل أساسي بمنتهى السهولة هو أن تقوم بعمل العديد من الأبحاث المتكاملة عن طبيعة الحالة المادية للشركة التي ترغب في الإستثمار بها، فبمجرد حصولك على جميع البيانات والمعلومات المتوفرة عن الشركة، ومن ثم العمل على تخمين المعلومات التي يتم إخفائها.

عندما يتم الإنتهاء من البحث سوف تتمكن من معرفة القيمة الأساسية للأسهم التي يتم طرحها بالبورصة، وستتمكن من معرفة إن كان ذلك السعر مرتفع أم منخفض عن السعر الحقيقي للسهم.

 

التحليل الفني

يتطلب ذلك النوع من التحليل أن نتوقف عن التعامل مع البورصة على إنها علم يمكنك دراسته بالقواعد والقوانين، بل ينبغي التعامل معه على أنه من أفضل أنواع الفنون، فبعد أن تجري التحليل الأساسي بصورة ناجحة قد ينتهي بك الحال إلى حدوث خسائر كبيرة.

فهناك نظرية خاصة بالإستثمار في سوق الأموال تعرف بإسم “المغفل الأكبر”، تلك النظرية تتوقف على أن جميع الأشخاص يقوموا بشراء العديد من أسهم الشركة على الرغم من أن سعر الأسهم أعلى من القيمة الواقعية لها، منتظر أن يبعها في أقرب وقت بسعر مرتفع لأي فرد ليس لديه الكفاءة على التعامل في البورصة.

فعملية التحليل الفني تخبرنا بضرورة دراسة البورصة ومتابعة طريقة سير الأسهم وكذلك الكيفية المتبعة لبيعها وشرائها، فبتلك الطريقة سوف تتأكد من صحة التحليل الأساسي، ومن ثم معرفة الوقت المناسب لشراء الأسهم أو بيعها.

 

التحليل الكيفي

بعد أن تتمكن من معرفة الحالة المادية للشركة ودراسة البورصة جيدا حتي يتم معرفة وضع الشركة بين المستثمرين، سوف يتوجب عليك البدأ في معرفة الأفراد المسئولين عن إتخاذ القرار، متمثلين في أصحاب الشركات.

في نهاية الأمر إذا لم تكن ترغب في خوض تلك التجربة لكي تستثمر أموالك في البورصة، يمكنك أن تترك هذا الأمر إلى الشركات المختصة للتعامل في البورصة بأموالك نيابة عنك، مع ضرورة معرفة أن ذلك الإختيار ليس آمن بالشكل الذي يضمن لك الربح دائما، فينبغي عليك أن تقوم بدراسة تلك الشركات والتعرف على الوسائل التي يتعاملون من خلالها للإستثمار بالبورصة.

ولابد من معرفة أن تلك الشركات تأخذ جزء من الأرباح التي تحصل عليها، فإذا قمت بذلك بنفسك سوف تحصل على أرباح أعلى بكثير في حالة الربح، وسوف يجب علك أن تواصل التعلم بإستمرار حتى تتمكن من القيام بالتجربة الفعلية للإستثمار في البورصة، فعندما تبدأ بالإستثمار بالبورصة سيكون لديك القدرة على التعلم بشكل كبير أكثر من الإعتماد على الدراسة فقط.

Table of Contents

مقالات تهمك